بعد أن قرر صاحب رأس المال أن يستثمر، واجه عدة أنواع من الاستثمارات منها الاستثمار الزراعي، والاستثمار العقاري، والاستثمار المالي إلى غير ذلك من أنواع الاستثمار.
بعد طول دراسة وتفكير قرر أن أن يختار الاستثمار الزراعي، وذلك بسبب مزاياه من ارتفاع سعر المنتج كل عام إلى زيادة كمية الإنتاج من سنة لأخرى، فالإنتاج بالعام العاشر -لشجرة الجوز مثلا- قد يرتفع بمقدار 10 أضعاف فيما كان عليه بالعام الأول، كما أن الخسارة غير ممكنة إذا كان المستثمر قد درس المشروع من كافة جوانبه بعكس استثمارات أخرى قد ينسفها ويدمرها تصريح لرئيس دولة ما كالاستثمار المالي.
والآن جاء دور الاستثمار الزراعي الذي يقف فيه المستثمر المختار له بين خيارات، فهو إما أن يزرع الارض بالمحاصيل الموسمية التي تتميز بأن العائد منها يحتاج لسنة واحدة وأحياناً لأقل من سنة حتى يخرج ويباع، مثل البندورة والفليفلة والقمح، أو يزرع الأرض بالأشجار التي تحتاج عدة أعوام حتى تبدأ الانتاج.
زراعة الأشجار أو غرس الاشجار هي إحدى خيارات المستثمر بعد أن اختار الاستثمار في مجال الزراعة، ويتميز المستثمر الذي اتجه نحو زراعة الأشجار بأنه صبور، إذ ينتظر ويصبر على الشجر عدة سنوات دون أي إنتاج أو حصاد، لأنه يعلم أن الشجر عندما ينتج فإنه بسنوات قليلة سيعوضه ويرجع له رأس المال، وبسنوات إضافية سيزيد الانتاج أضعاف مضاعفة، فتعطيه هذه الاشجار في كل عام مقدار راس المال نفسه الذي دفعه.
إذ هذه الأشجار التي تكلمت عنها كريمة وتقدر صبر المستثمر عليها، لذلك فإنها بكل عام يزيد إنتاجها عن العام الذي سبقه، وهو ما لا يجده المستثمر لو اتجه نحو المحاصيل الزراعية والتي تنتج في كل عام كمية الانتاج نفسها تقريباً في العام الذي سبقه وفي العام الذي يليه.
ولا يجده المستثمر لو اتجه نحو الاستثمار العقاري، إذ العقار الذي اشتراه سيبقى على حاله ولن تزيد مساحته لو صبر عليه 10 أعوام!
ليس ذلك وحده الذي تتميز به الاشجار، وإنما كونها لا تتعب المستثمر وتدفعه لأن يزرعها في كل عام، مثلما هو الحال بالنسبة للمحاصيل الموسمية، بل يكتفي المستثمر بزراعتها مرة واحدة إلى أن تموت هذه الشجرة بعد عشرات أو مئات الأعوام.
يحقق المستثمر قدر عال من الاستفادة إذا قرر استثمار الارض في زراعة الاشجار، وفي الوقت نفسه زرعها بنوع من انواع المحاصيل الموسمية، ليستغل بذلك الفترة التي تكون فيها الشجرة صغيرة وغير منتجة، حتى إذا كبرت ولم يعد ممكنا زراعة المحاصيل الموسمية معها ،حينها يقتصر عليها ويحقق ارباحا عالية من انتاجها وحده.
بعد أن عرف المستثمر الفرق بين زراعة الاشجار وزراعة المحاصيل الزراعية، ورأى أن زراعة الاشجار هي الأمر أكثر ربخاً ونفعاً وفائدة عليه، حينها احتار في أمره بخصوص أي ثمرة من الثمار تعتبر زراعتها أفضل له، إذ إن انواع الاشجار كثيرة مثل الكرز والتفاح والزيتون والجوز والبندق، هنا عليه أن يدرس السوق وما يحتاج، فالامر يختلف من بلد إلى آخر ومن مدينة إلى أخرى.
مثلاً زراعة الجوز في تركيا هي الأمر الأنسب للمستثمر وذلك لحاجة السوق التركية إلى هذه الثمرة بشكل كبير، فأكل الجوز عند الأتراك كأكل التمر عند العرب، والأمر لا يقتصر على السوق التركية بل هنالك طلب عالمي على ثمرة الجوز.
إذن فكل سوق له احتياجاته التي على المستثمر معرفتها ودراسة إمكانية تلبيتها قبل الإقدام على الاستثمار.
بقلم: محمد الريس