طموح تركيا كبير، لذا تسعى لأن تكون الأولى في كافة المجالات، فنرى أنها عندما تخطط لتنفيذ أي مشروع، فإنها تسعى إلى أن يكون هذا المشروع أحد أكبر المشاريع في العالم، سواء أكان جامعاً أو مولاً أو جامعةً أو مستشفى أو مطاراً أو بنية تحتية، أياً يكن هذا المشروع فيجب أن يدخل قائمة الأكبر والأفضل في العالم.
مدينة باشاك شهير الطبية
يهدف مستشفى باشاك شهير لأن يكون أكبر مستشفى في أوروبا على الرغم من عظمتها وامتداد مساحتها، إذ سيخدم 23 ألف و600 مريض، بعدد أسرة يبلغ 2700 سرير، أما الرقم الأكبر فهو عدد الذين سيستخدمون المستشفى سنوياً والذي سيصل إلى 23 مليون شخص، وهو رقم ضخم يوازي عدد سكان عدة دول مجتمعة.
وإذا جئنا إلى المساحة التي سيكون عليها، فهي تزيد عن مليون متر مربع، ليكون هذا المستشفى أحد أكبر المستشفيات في العالم، بقاراته السبعة، ودوله الـ195 دولة.
سيكون ضمن هذا التجمع الطبي العملاق عدة مستشفيات، واحد عام، وثان للأطفال، وثالث للولادة، ورابع للأمراض العصبية وجراحة العظام، وخامس للأورام، وسادس للأمراض القلبية، وسابع للأمراض النفسية، وثامن للعلاج الطبيعي وإعادة التأهيل.
مستشفى باشاك شهير سيكون أكبر مركز للعلاج الطبيعي في تركيا، تلك الدولة التي تمتد على مساحة 783،562 كم².
مقاومة الزلازل واستخدام التكنولوجيا الحديثة
ولأن تركيا لا تركز على الأكبر فقط، وإنما تركز على الأفضل، فلذلك سيتم تزويد المستشفى بتكنولوجيا المعزل الزلزالي، والتي تعتبر أكثر التقنيات فاعلية في حماية المبنى من تأثير الزلزال، إذ ستكون قادرة على أن يواصل المستشفى أنشطته بشكل طبيعي واعتيادي حتى في حال حدوث زلزال، وهو ما تسعى إليه تركيا في جميع المشاريع العمرانية التي تبنيها حالياً، وليس في هذا المستشفى وحده.
إذ عندما يكتمل المستشفى سيحتوي على أكثر من 2000 من المعزل الزلزالي، ليصبح حينها أكبر مبنى مقاوم للزلازل في العالم.
سيعتمد المستشفى على استخدام المعدات المتقدمة وأحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا، لدرجة استخدام الروبوت في إجراء العمليات الجراحية، علماً أنه ذو استخدام قليل في المؤسسات الطبية بتركيا.
كذلك علاج الأورام بالإشعاع، والتصوير الإشعاعي المتزامن أثناء العملية الجراحية.
مزايا المستشفى لا تقف عند هذا الحد، بل تتعداها إلى توفير فرص عمل مباشرة لنحو 6 آلاف شخص في عملية البناء، ونحو 10 آلاف شخص عند الانتهاء، ليكون بذلك مشروعاً متكاملاً يخدم الجميع.
يذكر أن شركات يابانية عملاقة تستثمر في مشروع مستشفى باشاك شهير، المستشفى الأكبر في أوروبا، مرجعةً ذلك إلى ثقتها بالاقتصاد التركي وقوته، ونهضة تركيا وتقدمها.
علماً أنه من المقرر أن يتم افتتاح المستشفى رسمياً في عام 2020، ليساهم في جعل اسطنبول العاصمة الصحية لدولة تركيا.
السياحة العلاجية في تركيا.. تقدم مستمر
تعد تركيا الوجهة المفضلة، لمن أراد العلاج، لعدة أسباب أبرزها انخفاض التكاليف، والجودة العالية للعلاجات الطبية، وقد بلغت واردات السياحة العلاجية في تركيا 1.5 مليار دولار، حسبما صرح وزير الصحة التركي فخر الدين قوجا نهاية العام الماضي، مضيفاً “لا نرى هذا كافيا، ونفكر في زيادة هذا الرقم خمسة أضعاف لغاية 2023”.
وقد أشار إلى أن مواطني أذربيجان، والعراق، وجورجيا، وألمانيا، وروسيا يفضلون السفر إلى تركيا لغرض العلاج.
وبين أن القادمين إلى تركيا للسياحة العلاجية يتلقون خدمات ذات جودة عالية في العديد من الاختصاصات، وفي مقدمتها علم الأورام، والعيون، وجراحة الدماغ، والعلاج الإشعاعي.
ولفت إلى أن من أهم مميزات تركيا في السياحة العلاجية هو موقعها الجغراقي المميز، حيث إن تركيا تبعد أربع ساعات بالطائرة عن 1.5 مليار نسمة.
تُصنف تركيا، ضمن أول 5 دول حول العالم في السياحة العلاجية، نظراً لتميّز خدماتها في هذا المجال، بالجودة ورخص الأسعار مقارنة بالبلدان الأخرى.
وتجاوزت قيمة عمليات زراعة الشعر التي أجريت في تركيا العام الماضي، مليار دولار.
وبينما كانت تركيا قد استقبلت قرابة 75 ألف سائح لتلقي العلاج الطبي سنة 2008، فقد تضاعف هذا العدد 10 مرات تقريبا خلال تسع سنوات، بحسب رئيس الجمعية الدولية للسياحة الاستشفائية في إسطنبول، إيمري علي كودان.
وفي حين تدعم تركيا السياحة الطبية، فإن الخطوط الجوية التركية بدورها باتت تُقدّم خصومات كبيرة للسيّاح القادمين بقصد السياحة الطبية، ومن المتوقع أن تستضيف تركيا مليوني سائح طبي بحلول عام 2023.
بقلم: محمد الريس