ماذا يسبق الاستثمار الزراعي في تركيا؟
يسبق الاستثمار الزراعي في تركيا عدة قرارات، أولها أن يدرك صاحب رأس المال أهمية الاستثمار من أجل تحقيق الأرباح وتنمية المال عوضاً عن إهداره، ثم يدرك أن الاستثمار الزراعي هو أفضل خيار يمكنه اتخاذه، لاستبعاد الخسارة فيه إذا كان المستثمر قد درس المشروع من كافة جوانبه بعكس استثمارات أخرى قد ينسفها ويدمرها تصريح لرئيس دولة ما كالاستثمار المالي.
إضافة لذلك فإن حجم الاستثمارات الزراعية قليل نسبياً مقارنةً بباقي أنواع الاستثمارات الأخرى، فهو يحتاج إلى صبر وبال طويل، وهذا ما يفقده معظم مستثمري اليوم.
الأمر الآخر هو أن المنتجات الزراعية مطلوبة في كل وقت وكل حين، إذ هي من ضروريات الحياة، بخلاف أسواق الأسهم والعقارات التي قد تنشط حيناً وتغيب أحياناً أخرى.
إذن بعد مقارنات يجريها المستثمر بين أنواع الاستثمار المتنوعة كالاستثمار الزراعي والاستثمار العقاري والاستثمار المالي وغير ذلك، يختار الاستثمار الزراعي.
ولكن حينها يداهمه سؤال: أي دولة هي الأنسب للاستثمار الزراعي؟
قبل أن نتكلم عن الاستثمار الزراعي في تركيا، علينا أن نتحدث عن تركيا بشكل منفصل.
تسعى تركيا لأن تكون واحدة من الاقتصاديات العشر الاولى في العالم، وذلك بأن يكون لديها اقتصاداً قوياً وقراراً مستقلاً واكتفاءً ذاتياً بكل شيء من أدنى السلع إلى أعلاها، وهذا ما يجعلها في مصاف الدول ذات النهضة الاقتصادية والعمرانية والتي أثبتت ذلك من خلال التطور الحاصل فيها خلال فترة لا تتجاوز 25 عاماً.
وإذا جئنا إلى موقعها فإن مساحتها الكبيرة تربطها بدول آسيا وأوروبا، مما يعني اقترابها من السوق الآسيوي المتثمل بالدول العربية وإيران، والسوق الأوروبي عن طريق جورجيا ومقدونيا من جهة، وصربيا من جهة ثانية، وبلغاريا من جهة ثالثة، إضافة إلى وجود أربعة بحار فيها، وهم: إيجة والأسود والمتوسط ومرمرة.
هذا وقد استثنينا السوق التركي الضخم، والذي يمكن أن تصرف به المنتجات.
الآن.. الاستثمار الزراعي في تركيا
تعتبر تركيا من الدول الغنية بالأراضي الزراعية الممتدة على طول مساحتها، كما أنها تتمتع بالمناخ المعتدل، والتربة الخصبة، والبيئة الملائمة، واستقدامها للخبرات العالمية في مجال الاستثمار الزراعي.
كذلك تقدم الدولة التركية تسهيلات كبيرة في المجال الزراعي، إذ تتطلع إلى أن تتوقف عن الاستيراد وصولاً إلى الاكتفاء الذاتي.
حققت تركيا قفزات نوعية بمجال الزراعة، جاءت القفزات كحالة طبيعية للاقتصاد القوي والتخطيط السليم الذي تمشي عليه الحكومة التركية، إذ تهدف تركيا إلى أن تكون بين أكبر خمسة بلدان منتجة على مستوى العالم، وذلك كجزء من أهداف تركيا المخططة للقطاع الزراعي بحلول عام 2023.
كذلك تسعى تركيا إلى أن يصل إجمالي الناتج المحلي الزراعي إلى 150 مليار دولار، و40 مليار دولار أمريكي للصادرات الزراعية، و8.5 مليون هكتار من مساحة المناطق القابلة للري.
إنجازات تركيا في مجال الزراعة جاءت كحالة طبيعية، بعد استصلاح الحكومة التركية أكثر من 5 مليون هكتار من الاراضي الزراعية منذ عام 2003.
هذا تحديداً ما جعلها تحتل مراكز متقدمة على المستويين الأوروبي والعالمي في مجال الزراعة، إذ تعد واحدة من أكبر الدول المصدرة للمنتجات الزراعية في أوروبا الشرقية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وإذا أردنا الحديث عن جميع المدن التركية البارزة في مجال الزراعة، فسوق يطول بنا المقام، ولكن سنذكر بعضها سريعاً وهي مدن: غازي عنتاب وسامسون وبورصة وأرضروم وسكاريا وطرابزون وقيصري وقونية، كل منها يتميز عن غيره بنوع من أنواع المحاصيل الزراعية أو الأشجار وذلك تبعاً لمناخها وتربتها وطبيعة المنطقة وارتفاعها عن سطح البحر، وغير ذلك من أمور ترتبط بنجاح محصول زراعي أو شجر معين عن غيره.
بقلم: محمد الريس