الاستثمار في مزارع الجوز

الاستثمار في مزارع الجوز

يأتي قرار زراعة الجوز في مرحلة لاحقة، إذ يسبقه قرار صاحب رأس المال أولاً الدخول في مجال الاستثمار، لتنمية المال وتحقيق الأرباح هرباً من تبديده إذ كما تقول الحكمة “خذ من التل يختل”، فالمال الذي لا يتجه نحو الصعود فطريقه واضح نحو الهبوط.

ثم اختيار الاستثمار الزراعي من بين مجالات الاستثمار المختلفة مثل الاستثمار العقاري والاستثمار المالي وغير ذلك، علماً أنه أول نوع عرفته البشرية من أنواع الاستثمار، ويتميز بأن أرباحه مؤكدة إذا سبقها دراسة ودراية كاملة وإذا قارناه مع الاستثمار المالي فرغم أنه تسبقه دراسة فنية وتحليلية ومع ذلك فهنالك مساحة للنتائج غير المتوقعة.

كما يتميز الاستثمار الزراعي -خاصة زراعة الاشجار– عن الاستثمار العقاري بأنه يزداد عاماً بعد آخر، فرغم أن سعر الشقة السكنية يزداد إلا أن مساحتها لا تزداد! بخلاف الاستثمار في زراعة الأشجار التي يزداد كل عام سعر منتجها، وفي الوقت نفسه يزداد إنتاجها، فشجرة الجوز مثلاً التي تنتج في العام الأول 4 كيلو وسطياً، فإنها بعد 10 أعوام تقريباً تنتج 40 كيلو!

ليأتي بعد قرار الدخول في الاستثمار الزراعي، قرار الاستثمار في زراعة الاشجار في الاراضي الزراعية عوضاً عن الاعتماد على المحاصيل الموسمية، وذلك لأنها لا تتعب المستثمر وتجبره أن يزرعها في كل عام، مثلما هو الحال بالنسبة للمحاصيل الموسمية، بل يكتفي المستثمر بزراعتها مرة واحدة إلى أن تموت هذه الشجرة بعد عشرات أو مئات الأعوام.

ومن ثم فإنتاجها متزايد كما ذكرنا، وليس ثابتاً، فبعد 15 عاماً من الإنتاج يمكن للمستثمر أن يحصل من حصاد عام واحد فقط رأس المال الذي وضعه في المشروع.

ليأتي أخيراً قرار زراعة شجر الجوز في الاراضي الزراعية.

زراعة الجوز.. مزايا متعددة

تأتي مزايا زراعة الجوز أولاً من كونها تندرج من صنف الأشجار، وبالتالي لا تحتاج إلى أن تعاد زراعتها في كل عام مرة أو مرتين كما هو الحال بالنسبة للمحاصيل الموسمية.

ثم تتمثل مزاياها بأن حالها ليس كحال أشجار الفاكهة، والتي يحتاج إنتاجها إلى تكاليف نقل وتخزين مكلفة بشكل كبير، متمثلة بالحاجة إلى برادات أو تغليف بالشمع لضمان عدم تلفها، إضافة لأن المستثمر مجبر على أن يبيعها في موسم حصادها، أما أشجار الجوز فيكفي إنتاجها أن يخزن بشكل طبيعي، وبأماكن صالحة للتخزين حتى يحافظ على جودته لمدة تصل إلى أشهر.

يضاف إلى مزاياها أن الطلب العالمي على الجوز يزداد عاماً بعد آخر، وأنها تستخدم ضمن العديد من الأطباق، كما أنها تؤكل كنوع من المكسرات مع مشروب الشاي.

كما أن خشب الجوز يعتبر من الأخشاب القوية والمتينة، بحيث يقاوم الانكماش، أما أشهر طرق استخدامه، ففي صناعة الأثاث المنزلي، وخزائن كل من الحائط والمطابخ.

لنأخذ مثالاً.. زراعة الجوز في تركيا

ما يميز تركيا في مجال الاستثمار الزراعي عموماً، وزراعة الجوز خصوصاً، هو امتلاكها المناخ المعتدل، والتربة الخصبة، والبيئة الملائمة، والخبرات العالمية، إضافة إلى مكانها الذي يتيح للمستثمر التصدير إلى السوق الأوروبي، وإلى الآسيوي عموماً والعربي خصوصاً، بل ويمكنه بيعها في السوق التركية نفسها.

كذلك تقدم الدولة التركية تسهيلات كبيرة، إذ تتطلع إلى أن تتوقف عن الاستيراد وصولاً إلى الاكتفاء الذاتي.

لماذا زراعة الجوز في تركيا؟ يعود ذلك لحاجة السوق التركية إلى هذه الثمرة بشكل كبير، فأكل الجوز عند الأتراك كأكل التمر عند العرب، والأمر لا يقتصر على السوق التركية بل هنالك طلب عالمي متزايد على ثمرة الجوز، مما يجعل زراعة الجوز في تركيا هي الأمر الأنسب للمستثمر.

 

بقلم: محمد الريس

Leave a Reply

Your email address will not be published.