تعرف على الاستثمار الزراعي

الاستثمار الزراعي

تتعدد الاستثمارات ويتوحد هدفها وهو الحصول على أكبر قدر من الأرباح، إلا أنها تختلف في الوقت الذي يجني فيه المستثمر ما دفعه من أموال.

عندما يريد المستثمر الدخول في عالم الاستثمارات، فإن أول خطوة يخطوها في ذلك هي تحديد المجال الذي يريد الاستثمار فيه، إذ أمامه خيارات متعددة من الاستثمار في المجال المالي، إلى الاستثمار في المجال العقاري، وصولاً إلى الاستثمار في المجال التجاري، وليس انتهاءً بالاستثمار في المجال الزراعي أو الصناعي.

الآن جاء دور الزراعة، الاستثمار الزراعي ما هو وما مزاياه؟

أول شكل عرفته الخليقة من الاستثمار هو الاستثمار الزراعي، إذ لم يعرف الإنسان الأول العمارات الشاهقة ولا الأسواق المالية ولا سوق الأسهم، وإنما وجد أمامه الأراضي الزراعية والحيوانات وحاول أن يستغلها من أجل أن يبقى على قيد الحياة.

ما يؤخذ على الاستثمار الزراعي هو أنه يحتاج إلى وقت أكبر من الاستثمار في الأسهم أو العملات الورقية لكي يجني المستثمر الأرباح من ورائه، إلا أنه يتميز عنها بأن أرباحه مؤكدة بشرط أن يسبقها دراسة كاملة للمشروع الزراعي، وكما تقول الحكمة: “ما يأتي بسهولة يذهب بسهولة”، لذلك فإن أسواق الأسهم والمال تبقي المستثمر فيها خائفاً قلقاً من أن يذهب ما حصده خلال عمره أدراج الرياح.

ويسمى المستثمر في الأسواق المالية بالمستثمر الخائف الذي يعتمد مبدأ “اضرب واهرب”، وهو الاستثمار السريع، السريع في أن تربح منه مبلغاً ضخما، والسريع في أن تخسر فيه كل شيء.

ورغم أن الاستثمار الزراعي يحتاج إلى وقت، إلا أن الفترة التي يحتاجها هي أقل من تلك التي يحتاجها الاستثمار العقاري والذي يتطلب في دول معينة إلى ما يزيد على العشر سنوات ليحصل المستثمر على رأس المال الذي دفعه، بينما في معظم الاستثمارات الزراعية وخاصة الأشجار فإن بضع سنوات كفيلة بأن يحصل المستثمر على رأس المال، بل وبعدها بسنوات يتضاعف الانتاج، بحيث تنتج له الارض في كل عام أو عامين ما يغطي المبلغ الذي استثمر فيه أول مرة تغطية كاملة.

وإذا تكلمنا عن هذه النقطة بشيء من التوضيح، فإن الاستثمار العقاري يبقى على حاله، بمعنى أن سعره يزيد ولكن لا يزيد حجم المنزل الذي اشتريته! فلا يكون 100 م لتجده بعد عام أو مئة عام 101 م مثلاً! أما الاستثمار الزراعي في مجال الأشجار على سبيل المثال، فإن سعر المنتج يزيد في كل عام، وكذلك يزيد إنتاج الشجرة، فتلك التي كانت تنتج لك في العام الأول 4 كيلو فقط، فإن إنتاجها بعد 12 عاماً قد يصل إلى 40 كيلو!

وإذا جئنا إلى الدولة الأنسب للاستثمار الزراعي، فيعتبر الاستثمار الزراعي في تركيا من أفضل الخيارات للمستثمر، وذلك بما تمتلكه هذه الدولة من مناخ معتدل، وتربة خصبة، وبيئة ملائمة، وخبرات عالمية تتوافر هنالك، إضافة إلى مكانها الذي يتيح للمستثمر التصدير إلى السوق الأوروبي، وإلى الآسيوي عموماً والعربي خصوصاً، بل ويمكنه بيعها في السوق التركية نفسها.

كذلك تقدم الدولة التركية تسهيلات كبيرة، إذ تتطلع إلى أن تتوقف عن الاستيراد وصولاً إلى الاكتفاء الذاتي.

بقلم: محمد الريس

Leave a Reply

Your email address will not be published.